نتنياهو بين الاعتراف بالهزيمة وصناعة انتصار وهمي: قراءة بين السطور

بواسطة  حمزة حسن
الثلاثاء 25 يونيو 2024
نتنياهو بين الاعتراف بالهزيمة وصناعة انتصار وهمي: قراءة بين السطور

تفرض تداعيات المعركة في الشمال على نتنياهو أن يعلن هزيمته العسكرية في غزة بطريقة تُسوّق وكأنها انتصار خلال الأيام المقبلة. فمع تزايد الضغوط الداخلية، خصوصًا من اليسار الإسرائيلي المطالب بإنهاء الحرب والدخول في مفاوضات لتحرير الأسرى لدى حركة حماس، يبدو أن نتنياهو سيجد نفسه مضطرًا للرضوخ قريبًا. لكنه يدرك أن إعلان وقف الحرب يعني بداية معركة سياسية داخلية قد تطيح به من المشهد، وهو ما يحاول تأجيله على الأقل حتى تتضح نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة التي قد تأتي برئيس يساند سياساته بشكل كامل، خلافًا لبايدن.

إخفاقات الجيش الإسرائيلي في غزة

بعد أكثر من تسعة أشهر من القتال، عجز الجيش الإسرائيلي عن القضاء على حركة حماس، مكتفيًا بقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، دون تحرير أسراه، بل وخسر عددًا منهم في محاولات الإنقاذ. هذا الفشل أثار موجة من الغضب والاستهجان داخل إسرائيل، حيث تصاعدت التظاهرات التي يقودها اليسار للمطالبة بإقصاء نتنياهو أو دفعه للقبول بصفقة تبادل. ويحاول اليسار استثمار هذه الأزمة لكسب رصيد سياسي يمكّنه من تشكيل حكومة جديدة بدعم شعبي واسع.

التحديات المرتقبة في الشمال

إذا كان الجيش الإسرائيلي قد عجز عن تحقيق أهدافه في غزة رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها (700 قتيل وأكثر من 5 آلاف جريح)، فكيف سيكون الحال في مواجهة حزب الله في الشمال؟ الحزب غير محاصر، ويحظى بدعم واسع من إيران، وربما بدعم روسي وصيني وفق بعض التقارير.
وقد كشفت حماس خلال معارك رفح عن امتلاكها أنظمة "السهم الأحمر" الصينية، في خطوة تحمل رسائل بأن ترسانتها لم تُستنزف بعد، وربما حصلت على أسلحة نوعية جديدة عبر قنوات مرتبطة بروسيا والصين، الأمر الذي يثير قلق إسرائيل ويعزز شكوكها حول مصادر التسليح.

استعدادات حزب الله

إدارة حماس الطويلة للمعركة منحت حزب الله وغيره من الحركات المسلحة فرصة لإعادة تنظيم قواتهم وتجهيز أنفسهم لمواجهة محتملة في الشمال. وتشير التقديرات إلى أن قوات حزب الله تتفوق عدديًا وتسليحيًا على حماس، حيث قدّر الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بنحو 30 ألفًا، بينما أعلن حسن نصر الله أن قوات حزبه تجاوزت 100 ألف مقاتل، مع ترسانة أكثر تطورًا. هذه المعطيات تجعل أي مواجهة شمالية خاسرة لإسرائيل ما لم تتلق دعمًا عسكريًا مباشرًا من الولايات المتحدة، وهو دعم قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب وتدخل أطراف دولية أخرى مثل روسيا، فضلًا عن إيران التي يبدو تدخلها حتميًا.

المخاوف الدولية

تتزايد المخاوف الدولية من توسع الصراع إلى مواجهة شاملة في المنطقة. تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن وعدد من قادة الجيش والسياسيين الإسرائيليين تكشف قلقًا واضحًا من دخول حزب الله بثقله في المعركة. هذا القلق مرتبط بتداعيات محتملة على استقرار الشرق الأوسط، وبمنح روسيا مبررات لزيادة تدخلها، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام الغربي بأوكرانيا، ووضع أوروبا في مأزق استراتيجي. كما أن انشغال واشنطن بحرب واسعة قد يمنح الصين فرصة أكبر للتحرك تجاه تايوان.

الوسوم
#غزة #حماس #حزب_الله #رفح #نتنياهو #بايدن #ترامب
مقالات أخرى
معركة رفح الحالية: نتنياهو بين التصعيد في الشمال والضغوط الأمريكية
المقال السابق
معركة رفح الحالية: نتنياهو بين التصعيد في الشمال والضغوط الأمريكية
لماذا يسارع الجميع للتطبيع مع الأسد؟ تحليل تحركات القوى الدولية في سوريا
المقال التالي
لماذا يسارع الجميع للتطبيع مع الأسد؟ تحليل تحركات القوى الدولية في سوريا