معركة الوقود بين مصر وإسرائيل والمقابل حماس

بواسطة  حمزة حسن
الأربعاء 1 نوفمبر 2023
معركة الوقود بين مصر وإسرائيل والمقابل حماس

أعلن مدير مشفى الشفاء في قطاع غزة أن المئات وربما الآلاف من المرضى قد يموتون خلال الساعات المقبلة بسبب توقف المشفى عن العمل نتيجة نفاد الوقود، في ظل استمرار الحرب ومنع إسرائيل دخول الوقود إلى القطاع.

لكن خلف هذا المشهد الإنساني هناك أبعاد سياسية يمكن قراءتها بين السطور، في إطار ما وصفه الدبلوماسي الأمريكي دينيس روس بالرغبة الإسرائيلية والعربية في تدمير حركة حماس.

الضغط على حماس

ترى إسرائيل أن حماس تمتلك مخزونًا كافيًا من الوقود يتيح لها مواصلة المعركة، وأن هذا الوقود ضروري لتشغيل منصات إطلاق الصواريخ وإدارة العمليات العسكرية. ومن ثم تسعى إسرائيل إلى الضغط على الحركة عبر منع إدخال الوقود من المعبر المصري الفلسطيني، أملا في أن تضطر حماس إلى تحويل جزء من مخزونها لصالح المشافي، بما يضعف قدراتها القتالية.

وتعتمد إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط على التنسيق مع السلطات المصرية، ملوحة باستهداف معبر رفح إذا دخل منه ما تعتبره مواد "غير مرغوبة". وقد قصفت إسرائيل بالفعل المعبر أكثر من مرة من الجانب الفلسطيني، ما أسفر عن مقتل جنود مصريين جرى الإعلان عنهم حتى الآن.

حماس والموت المحتم

في المقابل، ترى حماس أن تحويل الوقود المخصص للمعركة نحو المشافي سيُضعف المقاومة، ويمهد لانهيارها أمام الجيش الإسرائيلي، وهو ما يخدم المخططات الإسرائيلية والعربية لإنهاء وجود الحركة. كما تعتبر أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من غزة كما حدث في النكبة، بحيث تصبح غزة أسيرة الاحتلال دون عودة لأهلها، تمهيدًا لتكرار السيناريو ذاته في الضفة الغربية، وربما لاحقًا في لبنان.

وترى الحركة أن الهدف النهائي لهذا المخطط هو تسهيل المشروع الأمريكي الإسرائيلي الخاص بالممر البحري الهندي الجديد، وهو مشروع لا يصب في مصلحة مصر، رغم أن القاهرة تبدو حتى الآن متوافقة مع هذا التوجه.

الخلاصة

من الواضح أن المخطط يقترب من النجاح، وربما لن يكون مستغربًا أن يعلن مشفى الشفاء خلال ساعات عن وفاة عدد من مرضاه. عندها سندخل مرحلة جديدة من "الشجب العربي"، حيث يخرج وزراء الخارجية ببيانات لإسكات الشعوب الغاضبة، التي ستخرج في مظاهرات لا جدوى منها سوى التقاط الصور، كما عبّر عن ذلك ضابط شرطة مصري في أحد التسجيلات المصورة.

الوسوم
#إسرائيل #غزة #مصر #حماس
مقالات أخرى
إيران بين مطرقة وحدة الساحات وسندان المصالح
المقال السابق
إيران بين مطرقة وحدة الساحات وسندان المصالح
معركة النقاط: دروس من أفغانستان إلى لبنان وفلسطين
المقال التالي
معركة النقاط: دروس من أفغانستان إلى لبنان وفلسطين