إيران بين مطرقة وحدة الساحات وسندان المصالح

بواسطة  حمزة حسن
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023
إيران بين مطرقة وحدة الساحات وسندان المصالح

في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، وبالأخص في غزة بعد عملية طوفان الأقصى، وجدت إيران نفسها في موقف حرج بسبب مبدأ "توحيد الساحات" الذي أعلنت عنه عقب معركة 2021، والذي ينص على أن جميع الفصائل التابعة لإيران وحلفائها سيكونون في خندق واحد إذا اندلعت مواجهة مع أي طرف خارجي.

هذا المبدأ وضع إيران أمام انتقادات واسعة من الشعوب العربية التي كانت تأمل أن تنفذ طهران وعودها، خاصة بعد أن أعلنت حماس استنفار جميع وحداتها، في رسالة غير مباشرة بأنها بحاجة إلى الدعم. إلا أن إيران حتى الآن لم تحدد ردها بالشكل المطلوب، نظرًا لتعارض التدخل العسكري المباشر مع مصالحها الإقليمية.

هل يمكن التحرك من لبنان؟

على الجبهة اللبنانية، حاول حزب الله التدخل بشكل محدود، لكنه تلقى ضربات إسرائيلية قوية أدت إلى مقتل نحو 50 من مقاتليه وحلفائه. ويبدو الحزب في وضع هش، في ظل رفض معظم اللبنانيين الدخول في حرب جديدة مع إسرائيل، وهو ما تعبر عنه غالبية الأحزاب والقوى اللبنانية.
يضاف إلى ذلك انشغال حزب الله بالصراع السياسي الداخلي، حيث يسعى لتمرير الانتخابات الرئاسية المقبلة بما يضمن وصول رئيس مقبول لديه، وهو ما يواجه بمعارضة قوية من خصومه.

لا أمل في العراق

أما في العراق، فتحاول الميليشيات الموالية لإيران استهداف القواعد الأمريكية، لكن هذه الهجمات بقيت محدودة التأثير، ولم تنعكس على مسار الحرب في غزة أو على الموقف الإسرائيلي.

الحل السوري

سوريا تمثل الحليف الأهم لإيران، إلا أن الخلاف بين النظام السوري وحركة حماس جعل دمشق في حالة قطيعة مع الحركة. وقد يكون هذا الموقف مرتبطًا أيضًا بوعود أمريكية وغربية للنظام السوري بإعادة الاعتراف به وتقديم الدعم في حال ابتعاده عن الصراع، وهو ما يشكل بالنسبة للأسد فرصة للعودة إلى الساحة الدولية.
إلى جانب ذلك، يواجه النظام السوري تحديات داخلية متفاقمة، أبرزها المظاهرات في السويداء، وهجمات الفصائل المعارضة في إدلب، ما يجعله أكثر حذرًا في الانخراط بجبهة جديدة.

اليمن والمشاكل الكثيرة في الطريق

تبقى الجبهة اليمنية خيارًا قائمًا لإيران عبر جماعة أنصار الله الحوثية، التي أعلنت امتلاكها صاروخ "ذو الفقار" بمدى يتجاوز 2000 كيلومتر. غير أن بعد المسافة بين اليمن وتل أبيب، إلى جانب قدرات القبة الحديدية الإسرائيلية، يجعل جدوى هذا الخيار موضع شك، حتى لو نجحت بعض الصواريخ في الوصول.

بدائل محتملة

وبما أن إيران تخشى الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وفي ظل الضغط العربي عليها بسبب شعار "توحيد الساحات"، فقد تلجأ إلى استهداف بعض الأنظمة العربية الأخرى التي تناصبها العداء، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تعتبرها طهران حليفًا رئيسيًا لواشنطن وتل أبيب.

الخلاصة

من المرجح أن نشهد في الأيام المقبلة بعض المناوشات والتحركات غير المعلنة في أكثر من ساحة عربية، خاصة في الدول القريبة من فلسطين، عبر حركات مدعومة من إيران. لكن المؤكد أن تدخلًا رسميًا مباشرًا لإيران أو حزب الله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يظل احتمالًا ضعيفًا للغاية.

الوسوم
#غزة #هنية #إيران #لبنان #حزب_الله
مقالات أخرى
معركة الوقود بين مصر وإسرائيل والمقابل حماس
المقال التالي
معركة الوقود بين مصر وإسرائيل والمقابل حماس