ما بعد معركة حماة وحلب: 3 سيناريوهات عربية للتعامل مع الثورة السورية
الخميس 5 ديسمبر 2024

بقلم حمزة حسن
بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية متمثلة في عمليتي ردع العدوان - العملية الأكبر- وأختها فجر الحرية والتي تم على إثرها تحرير مدينتي حماة وحلب بالكامل من النظام السوري المجرم بعد السقوط الحر الذي حصل لقواته كنتيجة حتمية لتخلي إيران متمثلة في فصائلها اللبنانية والعراقية والانشغال بمعركة حزب الله ضد إسرائيل والتي خسر فيها اكبر عدد من قواته خلال تاريخه, وإنشغال الحليف الاكبر روسيا بمعاركها في أوكرانيا وسحبها لأكابر قادتها العسكريين من سوريا والدفع بهم في معارك أوكرانيا.
كل هذه الامور أدت في محصلتها إلى سقوط حر لقوات النظام الأسدي المجرم في سوريا وتحريرها على يد جماعات معارضة متحدة إستغلت الفترة الماضية في التحضير الجيد للمعارك المتوقعة والذي ظهر جليا خلال الأيام الماضية على صعيد التحرك العسكري أو السياسي أو الخدمي.
لن تهدأ الدول العربية بعد هذه الأحداث فهي تعلم أن نجاح أي ثورة سلمية في تغيير أي نظام حاكم سيكون بالضرورة نذير شؤم عليهم لأن الشعوب في هذه المراحل تكون مستثارة وجاهزة للتضحيات فما بالكم لو كانت تلك الثورة مسلحة ؟
إن تأثير نجاح الثورة السورية لن يمر مرور الكرام على الدول العربية التي تعي ذلك حتى لو كان نجاح الثورة السورية يعني سقوط نظام أصلا هم غير راغبين في وجوده لكن الفكرة الأهم لديهم هو أن الأنظمة تسقط بأوامرهم هم وبتحركاتهم هم لا بتحركات الشعوب وهذا هو أصل المشكلة لديهم.
نحاول في هذه المقال الصغير استشراف ما قد تقوم به الدول العربية خلال الأيام والشهور المقبلة لوأد نجاح هذه الثورة التي مازالت في بدايتها ومازال الطريق طويلا لإسقاط بشار الأسد.
دعونا نتخلص من الأسد قبل أن يتخلصوا منه
قد تكون فكرة التخلص من الأسد بشكل سريع خلال هذه الأيام أو الشهور المقبلة عبر التخلص منه سياسيا أو قتله بدعوى إنقلاب عسكري أو غيره فكرة مجدية لإجبار المعارضة المسلحة على البدء في الدخول بمفاوضات سياسية تحرجهم أمام النظام العالمي والدول كلها في حال رفضوا الخضوع لمطالب الدول العربية التي ستحاول استبدال بشار الأسد بطاغية أشد منه كما فعلوا خلال الفترات الماضية بعد ثورات الربيع العربي وآخرها في تونس.
إن تنفيذ مثل هذا المخطط سيجعل حتى تركيا تاخذ الجانب العربي أو الجانب الدولي مما يعني أن الثورة السورية ستخسر الكثير خصوصا في السنوات التالية لتنفيذ المخطط, في اسوأ الحالات ستتحول سوريا إلى ليبيا أخرى حتى يعيد النظام الدولي ترتيب أوراقه مرة أخرى.
برأيي قد يكون هذا الخيار هو آخر خياراتهم نظرا لأنهم جربوه في ليبيا والسودان ولم يأت بما أرادوا.
ماذا عن دعم الأسد مرة أخرى ؟
قد تحاول الدول العربية فرض الخيار الأفضل بالنسبة لها وهو خيار الإبقاء على الأسد ودعمه ماديا وعسكريا عبر اتفاقيات مع الحكومة العراقية لتوريد مقاتلين شيعة مع دعم جوي من بعض الدول العربية التي لديها هذه لقدرة على خوض المعارك وبالتأكيد يجب أن تخضع هذه العملية لإشراف دولي من قبل تحالف دولي إما أمريكي أو روسي ولكن قد ذلك لن يحدث بشكل سهل وإنما سينتظرون إلى أن يصل الأسد إلى حالة من اليأس منقطع النظير حتى يخضع لتعليماتهم المقبلة والتي رفض الخضوع لها خلال السنوات الخمس الماضية.
إن مثل هذا الخيار على الرغم من تكلفته المادية العالية والامنية الخطيرة إلا انه المفضل لدى تلك الدول لأنه سيوصل رسالة إلى الشعوب التي ستفكر في الخروج مرة أخرى بثورات مماثلة بأن القتل والتنكيل سيكون مصيركم لأن الأمور بأيدينا - أي الدول العربية .
لنعيد داعش إلى الواجهة ثم نقضي عليهم جميعا
قد يكون الخيار الأجمل بالنسبة للحكومات العربية والدولية هو أعادة انتاج داعش مرة أخرى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن السماح لها بالتحرك وإعادة ترتيب أوراقها مرة أخرى ، بالتأكيد ستشكل عودة داعش خطرا كبيرا على الثورة السورية نظرا لراديكاليتها المبالغ فيها وتطرفهم الفكري والعسكري والذي سيصب أولا في مصلحة النظام عبر إضعاف فصائل الثورة مرة أخرى كما حدث في السنوات العشر الماضية ثم بعد ذلك يتم اتهام جميع تلك الفصائل بالإرهاب بعد أن يخوضوا حولها معركة إعلامية سهلة بالنسبة لهم حيث يخضع الإعلام العربي والعالمي لمثل هذه السرديات بكل سهولة وحينها سيكون من السهل إعادة تشكيل تحالف دولي يقضي على داعش مرة أخرى لكنه هذه المرة سيقضي أيضا على فصائل الثورة التي أعادت تنظيم أوراقها وهذا هو المطلوب.
الخلاصة
دعونا لا نستبق الأحداث لعلها تختلف هذه المرة عن سابقتها , ومع ذلك سيكون من الأفضل لثوار سوريا أن يفكروا في كل تلك الخيارات ويحسبوا لها حسابها لإنهم بقوتهم وفرضهم السيطرة هذه المرة قد صنعوا عدوا جديديا كان محيدا إلى حد ما في السنوات الماضية.
#سوريا
#تركيا
#الثورة_السورية
#ردع_العدوان
#الخليج
#السعودية
#الإمارات