تحليل أمني لمقطع فيديو دعائي منسوب لحركة "حسم"
المقدمة:
يهدف هذا التحليل إلى دراسة مقطع فيديو ترويجي منسوب لحركة "حسم"، ينتهي بعبارة "حركة سواعد مصر (حسم) – القاهرة"، في إشارة إلى الهوية المعلنة للحركة. يعتمد التحليل منهجية متعددة المستويات لفحص الأدلة البصرية والسمعية، ويتركز على تقييم الخصائص الجغرافية، البيئية، والجيولوجية للمواقع الظاهرة، إضافةً إلى تحليل الأزياء، الأسلحة، والمركبات المستخدمة. كما يسعى إلى التحقق من السياقات المحتملة لتصوير الفيديو، لا سيما في ضوء تشابه بعض المشاهد مع مناطق نزاع معروفة، وخاصة في سوريا. ويتضمن التحليل محاولة للإجابة على عدد من التساؤلات الجوهرية المرتبطة بطبيعة الفيديو، هُوية الجهة التي تقف وراءه، والمواقع التي قد يكون صُوّر فيها.
منهجية التحليل ومصادر الأدلة:
يعتمد هذا التحليل على منهجية متعددة الأوجه تضمن الدقة والموضوعية، مع التركيز على استخدام الأدلة المفتوحة المصدر (OSINT) والتحليل البصري.
- مصدر الفيديو: تم الحصول على مقطع الفيديو من تعليقات أحد المستخدمين على منشور للمعارض المصري الدكتور أيمن نور، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
- استخلاص الإطارات (Frames Extraction): لتحقيق تحليل بصري دقيق لكل جزء من الفيديو، تم استخدام كود برمجي لتحويل الفيديو إلى سلسلة من الصور الثابتة (إطارات)، مما يتيح فحص كل مشهد بشكل مفصل واكتشاف التفاصيل التي قد تغيب أثناء المشاهدة المتدفقة.
- التحليل البصري الدقيق للإطارات: شمل الفحص المنهجي للإطارات المستخلصة عدة جوانب منها:
- الخصائص الجغرافية والبيئية: تحليل نوع التضاريس (صحراء، تلال، جبال)، نوع الغطاء النباتي (قاحل أو كثيف)، ألوان وأنواع الصخور، وجود مسطحات مائية إذا وجدت، بالإضافة إلى شكل المباني وحالتها (سليمة أو مدمرة).
- الأزياء والمعدات: دراسة أنماط التمويه في الزي العسكري، أنواع الأسلحة المستخدمة، طرازات المركبات وأي تعديلات عليها.
- الشعارات والنصوص: قراءة وتحليل الشعارات والنصوص الظاهرة لتحديد هويتها ودلالاتها.
- التحقق والبحث المقارن (Cross-Referencing and Comparative Research):
تم إجراء بحث مكثف باستخدام محركات البحث عبر الإنترنت للعثور على صور وقرائن بصرية مشابهة، مع التركيز على مقارنة أساليب تمويه المركبات في مناطق النزاع المختلفة مثل سوريا. كما تمت مقارنة البيئات الظاهرة في الفيديو مع الخصائص الجغرافية المعروفة لمصر، سوريا، ليبيا، والسودان لتقييم درجة التطابق.
- الموضوعية والحياد:
تم الالتزام بالتحليل المبني على الأدلة المرئية والسمعية المتوفرة في الفيديو، مع تجنب الاستنتاجات المبنية على التخمينات أو التحيز السياسي، وعدم توجيه اتهامات لأي جهة دون وجود دليل قاطع مستمد من محتوى الفيديو ذاته.
التحليل المكاني والبيئي والجيولوجي للمشاهد:
يعكس الفيديو تنوعًا بيئيًا وجيولوجيًا واضحًا في مشاهده المختلفة، مما يشير بقوة إلى أن اللقطات تم تصويرها في مواقع جغرافية متعددة، وليس في مكان واحد فقط. ويمكن تصنيف المشاهد البيئية إلى فئتين رئيسيتين:
المشاهد الصحراوية (متكررة في الفيديو):
الميزات: تشكلت وتميزت هذه المشاهد ببيئة صحراوية قاحلة تتخللها تلال صخرية وكثبان رملية متفرقة. كما تنوعت ألوان الصخور بشكل ملحوظ، حيث تظهر بعضها فاتحة اللون (رمادية أو بنية فاتحة)، بينما تظهر أخرى داكنة وشبه كروية أو محدبة، مما قد يشير إلى تكوينات بركانية قديمة مثل الحرات البازلتية. فيما تتراوح ألوان الرمال بين الفاتح (الذهبي أو المصفر) والترابي المحمر، مع غطاء نباتي نادر وضعيف يقتصر على حشائش صحراوية جافة أو شجيرات صغيرة متناثرة.
أمثلة من الفيديو: تظهر إحدى اللقطات مجموعة من المقاتلين في بيئة رملية حصوية، مع تلة صخرية فاتحة اللون في الخلفية، بينما تُظهر لقطة أخرى مقاتلاً يقفز فوق تلة صخرية وأرض مليئة بالحصى والصخور الفاتحة. كما تتضح صخور داكنة وشبه كروية تشبه الصخور البركانية منتشرة في البيئة الصحراوية الفاتحة.
التطابق المحتمل مع الدول المذكورة: تتوافق هذه المشاهد مع أجزاء واسعة من الصحراء الغربية المصرية (مثل الواحات البحرية، بسبب وجود الصحراء السوداء)، أو الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء. كما يمكن أن تتطابق مع الصحراء الليبية الشاسعة ذات التضاريس المتنوعة، أو الصحاري السودانية مثل صحراء بيوضة والصحراء النوبية. كما توجد تشابهات مع أجزاء من البادية السورية، خاصة في جنوبها وشرقها، مثل حرة الشام، المعروفة بـالتكوينات البازلتية, وتلول الصفا التي كانت حصنا عسكريا للمقاتلين الجهاديين في سوريا.
ملاحظة: يجدر التنويه إلى أن بعض هذه المشاهد، ولا سيما الصحراوية منها، قد تكون مأخوذة من مواد مصورة سابقًا. إذ لوحظ وجود تشابه كبير بينها وبين مشاهد سابقة ظهرت في إصدارات قديمة للحركة، سواء من حيث الأزياء الصيفية أو البيئة الصحراوية المرافقة، ما قد يشير إلى إعادة استخدام أرشيف بصري قديم.
المشاهد الخضراء ذات المباني المدمرة:
الميزات: تتميز هذه المشاهد بغطاء نباتي كثيف يشمل حشائش خضراء وأشجار دائمة الخضرة مثل الزيتون أو الصنوبر. التضاريس هنا تلالية أو جبلية، مع وجود صخور فاتحة اللون (يُحتمل أن تكون كلسية أو جيرية) تختلف بوضوح عن الصخور الداكنة في المشاهد الصحراوية. تظهر بقايا مبانٍ مدمرة أو مهجورة مصنوعة من الحجر الفاتح أو الطوب التقليدي، مما يدل على منطقة نزاع كثيفة التأثر.
أمثلة من الفيديو: تظهر لقطات متعددة مقاتلين في بيئة خضراء غنية بالعشب والأشجار، مع خلفية صخرية فاتحة، كما تُظهر لقطات أخرى مبانٍ مدمرة في تلك البيئة. هناك مشاهد مقربة لمقاتل يطلق النار في منطقة عشبية وصخرية فاتحة.
التطابق المحتمل مع الدول المذكورة: تتطابق هذه البيئة بشكل كبير مع مناطق النزاع في شمال غرب سوريا مثل ريف إدلب، غرب حلب، وأجزاء من حماة واللاذقية، المعروفة بتلالها الخضراء وأشجارها والصخور الجيرية، إضافة إلى القرى والمباني الحجرية التي تعرضت للتدمير بسبب الصراع. بالمقابل، لا تتناسب هذه المشاهد مع البيئة السائدة في القاهرة أو أغلب المناطق الصحراوية في مصر، ليبيا، أو السودان، حيث تندر التضاريس التلالية الحجرية والمباني المدمرة بكثافة كما هو ظاهر في الفيديو، مع استثناء محدودًا لمناطق وادي النيل والواحات التي لا تحمل هذا النمط التضاريسي.
تحليل الأزياء، الأسلحة، والمركبات:
الأزياء (الزي العسكري):
يُلاحظ تنوع في أنماط الزي العسكري بين المشاهد المختلفة، حيث تميل بعض الأزياء إلى الألوان الترابية الفاتحة الملائمة للبيئات الصحراوية، بينما تميل أخرى إلى الألوان الخضراء والبنية الداكنة التي تناسب المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف. هذا التنوع يشير إلى احتمال استخدام المقاتلين أزياء تتناسب مع البيئات المختلفة، أو إلى أن اللقطات تم تجميعها من مجموعات فرعية متعددة أو من فترات زمنية مختلفة.
مثال: تُظهر إحدى اللقطات مقاتلاً يرتدي زيًا مموهًا بألوان ترابية فاتحة مع تغطية للوجه، بينما تظهر لقطات أخرى مقاتلين يرتدون أزياء مموهة بألوان خضراء وبنية داكنة.
الأسلحة:
تتضمن الأسلحة الظاهرة في الفيديو بنادق آلية من طراز AK-47 (الكلاشينكوف) ومشتقاتها، بالإضافة إلى رشاشات ثقيلة من نوع PKM، وقاذفات صواريخ RPG، ومدافع هاون. هذه الأسلحة منتشرة على نطاق واسع في معظم مناطق النزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يجعلها غير كافية لتحديد موقع جغرافي محدد بدقة.
مثال: تظهر لقطات مقاتلاً يحمل قاذف RPG بوضوح، وأخرى لمقاتل يطلق النار من بندقية آلية من نوع كلاشينكوف.
المركبات:
يعكس ظهور المركبات في الفيديو أنماطًا استخدامية تختلف من حيث الشكل والتمويه، ما يوفر مؤشرات إضافية حول البيئات العملياتية المحتملة. وقد تم رصد نوعين رئيسيين من المركبات، يساهمان في دعم الفرضيات الجغرافية من خلال خصائصهما التقنية والبصرية.
تويوتا هايلوكس البيضاء: تظهر سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا هايلوكس بيضاء، وهي مركبة شائعة الاستخدام بين الجماعات المسلحة في المناطق الصحراوية، نظراً لتحملها العالي. وتظهر في لقطة مقربة وهي تحمل العلم الأبيض مع شعار الحركة، وتحرك في بيئة رملية فاتحة.
مركبة ذات تمويه غير تقليدي: تظهر مركبة SUV بلون بني محمر باهت، يوحي بالاستخدام المكثف أو تعديل خاص. هذا اللون ليس صدأً، بل طلاء تمويهي مقصود يهدف إلى التمويه في بيئات محددة أو ضد المراقبة الجوية. يظهر البحث المقارن أن هذا النمط من التمويه يستخدمه عدة فصائل في النزاع السوري.
مثال: تظهر لقطة المركبة ذات اللون المميز في بيئة ذات غطاء نباتي، وبالمقارنة تُظهر صور من معارك في سوريا مركبات مموهة بنفس الطريقة في بيئات ريفية وقاحلة.
الدلالة: وجود هذا النمط من التمويه في الفيديو، وتطابقه مع أساليب تمويه المركبات الموثقة في النزاع السوري، يدعم بقوة فرضية أن المشاهد الخضراء التي تظهر فيها هذه المركبة قد تكون مصورة في سوريا.
تحليل محتوى الفيديو (مونتاج، صوت، شعارات):
المونتاج: الفيديو يُظهر مستوى إنتاج احترافي نسبي، كما يُظهر تقطيعًا سريعًا بين المشاهد المتنوعة. هذا الأسلوب شائع في الفيديوهات الدعائية للجماعات المسلحة وشائع أيضا في مقاطع الحركة السابقة لإظهار القدرة والانتشار، ولكنه يسمح أيضًا بدمج لقطات من مواقع مختلفة لإنشاء سرد شامل.
الصوت: الخلفية الصوتية تتضمن أناشيد حماسية باللغة العربية، بلهجة فصحى أو قريبة منها على النمط الذي تميزت به أناشيد جماعة الأخوان المسلمين والحركات المقربة فكريا منها كحركة أحرار الشام في سوريا ، وهو نمط سائد في أدبيات الجماعات الجهادية أو المقاومة في المنطقة.
الشعار والنصوص: يظهر الشعار المميز لـ "حركة حسم" بوضوح في عدة لقطات، مع عبارة "حركة سواعد مصر (حسم) القاهرة" في نهاية الفيديو. الآيات القرآنية والنصوص الأخرى التي تتحدث عن "الثورة" و"طوفان الأقصى" تعكس خطابًا جهاديًا أو مقاومًا ذا بُعد إقليمي أوسع.
صورة داعمة (شعار حركة حسم): تُظهر لقطة علمًا أبيض يحمل شعار الحركة بوضوح على المركبة في مشهد صحراوي.
لون الشعار ودلالته: اللون الأزرق الفيروزي أو السماوي المستخدم في شعار "حسم" (على الخلفية البيضاء) يُظهر تشابهًا لونيًا لافتًا مع بعض الشعارات المستخدمة من قبل هيئة تحرير الشام أو فصائل أخرى في مناطق شمال غرب سوريا. هذا التشابه البصري، بالإضافة إلى استخدام الخلفية البيضاء بدلاً من الأسود (الشائع لدى تنظيمات مثل داعش والقاعدة) أو غيرها من الألوان الداكنة، قد يشير إلى رغبة في التمييز عن تلك الجماعات ذات الأيديولوجيا الأكثر تطرفًا، أو السعي لتقديم صورة "أكثر نقاءً" أو "وطنية" في خطابها الدعائي، أو حتى وجود نوع من التنسيق أو التأثر البصري بين فصائل في مناطق جغرافية مختلفة علما أن الشعار مستخدم منذ أن بدأت الحركة في الإعلان عن نفسها.
الإجابة على التساؤلات الرئيسية:
هل هي حركة مصرية؟
الهوية المُعلنة في الفيديو تُشير بوضوح إلى أنها "حركة سواعد مصر (حسم)"، مع ربط صريح بالقاهرة في نهايته. بناءً عليه، تُقدّم الحركة نفسها ككيان مصري من حيث الاسم والخطاب الموجه. هذا هو الادعاء الرسمي، دون وجود ما ينفيه بشكل مباشر داخل المقطع وكما أعلنت الحركة عن نفسها منذ 2016.
هل تصح نسبة المقطع إلى حركة حسم الأم ؟
يصعب الجزم بصحة نسبة هذا المقطع إلى الكيان الأصلي المعروف باسم "حركة حسم"، خاصة بعد إعلان السلطات المصرية تفكيكها والقضاء عليها قبل عدة سنوات. ومع ذلك، فإن التحليل الأولي لمحتوى الفيديو قد يُشير إلى محاولة جدية لإعادة إحياء الحركة، سواء من قبل مناصرين جدد، أو عبر بقايا قيادات أو عناصر سابقة يعتقد بوجودهم خارج مصر – تحديدًا في سوريا أو من سبق لهم التواجد هناك طبقا لأماكن التصوير المحتملة مع التأكيد على أن تكوين المقطع من الناحية الإخراجية يشير إلى ذلك.
هل الفيديو يشبه نمط إنتاج الحركات الجهادية، أم قد يكون صناعة مخابراتية؟
من حيث الأسلوب و السمات المرئية والصوتية، يتوافق الفيديو بشكل كبير مع نمط الفيديوهات الدعائية التي تصدرها الحركات الجهادية أو الجماعات المسلحة غير الحكومية. يشمل ذلك استخدام الأناشيد الحماسية، الأسلحة المنتشرة في مناطق الصراع، الزي العسكري المموه، وعرض التدريبات والعمليات القتالية. هذه العناصر كلها تشير إلى جهة غير نظامية تسعى لإظهار قوتها وخطابها المتمرد أو المقاوم.
كما أنه لا توجد أي أدلة مرئية أو سمعية مباشرة داخل الفيديو تدعم فرضية كونه "صناعة مخابراتية مصرية" أو يهدف "للمزيد من القمع". لا تظهر فيه شعارات حكومية، أو عناصر تدل على جهة رسمية بل يتشابه جدا مع المقاطع القديمة للحركة. التحليل الأمني يعتمد على الأدلة الظاهرة، وبالتالي لا يمكن الجزم بالنوايا السياسية لجهة ما دون وجود قرائن واضحة ومباشرة من محتوى الفيديو نفسه.
هل تم تصوير الفيديو في سوريا؟
من المرجّح جدًا أن بعض المشاهد في الفيديو – خاصة تلك التي تُظهر بيئة خضراء، تلالاً، وأبنية حجرية مدمّرة – قد تم تصويرها في شمال غرب سوريا، وتحديدًا في مناطق مثل ريف إدلب أو حلب الغربي.
هذه المشاهد تتطابق مع الخصائص الجغرافية والميدانية المعروفة لتلك المناطق، وتختلف بوضوح عن جغرافيا القاهرة أو الصحراء المصرية أو الليبية أو السودانية.
أحد الأدلة الإضافية المهمة هو ظهور مركبة بطلاء تمويهي غير تقليدي بلون بني محمر باهت، يُستخدم عادة في النزاع السوري، وقد وُثق في صور من معارك هناك. كذلك، فإن لون الشعار الظاهر على بعض المعدات يتقاطع بصريًا مع بعض رموز الفصائل السورية، مما يعزز من هذا الاحتمال.
هل هم في مصر الآن؟
لا يمكن الجزم بوجود عناصر الحركة داخل مصر في الوقت الحالي استنادًا فقط إلى هذا الفيديو حيث تبدو اللقطات الصحراوية كما لو كانت مقاطع قديمة للحركة لم تنشر من قبل أو أنها مقاطع حديثة في أماكن شبيهة.
الفيديو عبارة عن مادة دعائية منتقاة بعناية، ومن الشائع في هذا النوع من الإنتاج أن تُستخدم لقطات أرشيفية أو تُدمج مشاهد من أماكن مختلفة وأزمنة متباعدة. لذلك، فإن ظهور اسم "القاهرة" أو رفع شعار الحركة لا يُعد دليلًا كافيًا على تواجد فعلي داخل الأراضي المصرية.
كذلك، من الملاحظ أن البيئة الجغرافية في العديد من اللقطات، خصوصًا المشاهد الخضراء والتلال والمباني المدمرة، لا تتطابق مع أي منطقة حضرية أو ريفية مصرية معروفة، بل تشير بقوة إلى جغرافيا سورية.
بناءً عليه، يُحتمل أن الفيديو يستهدف إيصال رسالة رمزية أو سياسية أكثر من كونه توثيقًا دقيقًا لنشاط ميداني حالي داخل مصر.
الخلاصة النهائية:
الفيديو المنسوب لحركة "حسم" هو عمل دعائي مُمنتج يهدف إلى إظهار قوة الحركة وقدراتها. الأدلة المرئية تُشير بقوة إلى أن الفيديو يجمع لقطات من عدة مواقع جغرافية متباينة. بينما يمكن أن تكون المشاهد الصحراوية قد صُوِّرت في صحاري مصر أو في صحاري ليبيا أو السودان، فإن المشاهد التي تُظهر بيئة خضراء جبلية مع مبانٍ مدمرة، بالإضافة إلى أسلوب تمويه المركبات المشابه لما هو موجود في سوريا، وتطابق ألوان الشعار مع فصائل سورية، تتطابق بشكل لافت للانتباه مع مناطق النزاع في سوريا. هذا التنوع الجغرافي الواضح يقوض الادعاء الضمني بأن الفيديو يعكس أنشطة مصورة حصريًا في محيط القاهرة، ويشير إلى استراتيجية دعائية تستخدم لقطات من بيئات مختلفة لتعزيز رسالة الحركة الشاملة. لا توجد أدلة مرئية تدعم كونه صناعة مخابراتية، ويظهر توافقًا في الأسلوب مع الفيديوهات الدعائية للجماعات الجهادية أو المقاومة.
الأدلة البصرية من الفيديو والصور المقارنة
مشهد صحراوي صخري فاتح:
تُظهر هذه الصورة مجموعة من المقاتلين في بيئة صحراوية قاحلة، حيث الأرض رملية مع وجود حصى وصخور صغيرة. يظهر في الخلفية تلة أو جبل ذو صخور فاتحة اللون (رمادية أو بنية فاتحة)، والغطاء النباتي يكاد يكون معدومًا باستثناء بعض الحشائش الجافة المتفرقة. السماء صافية زرقاء.
تُعد هذه الصورة دليلاً على وجود مشهد صحراوي صخري فاتح ضمن الفيديو، والذي يتطابق مع خصائص الصحاري في مصر أو ليبيا أو السودان أو أجزاء من البادية السورية.
مشهد صحراوي حصوي:
لقطة تُظهر مقاتلين يتدربون. البيئة صحراوية قاحلة، والأرض مليئة بالحصى والصخور الصغيرة. في الخلفية تظهر تلال صخرية ذات ألوان بني ورمادي فاتح.
تؤكد هذه الصورة وجود مناطق صحراوية حصوية وصخرية فاتحة ضمن لقطات الفيديو، مما يعزز فرضية تعدد البيئات الجغرافية التي تم التصوير فيها.
مشهد صحراوي بصخور داكنة:
تُظهر هذه اللقطة مقاتلاً يتحرك في بيئة صحراوية وعرة. الأرض مغطاة بصخور داكنة اللون جدًا، تبدو وكأنها صخور بركانية سوداء أو بازلتية، مع وجود رمال فاتحة اللون بينها. هذه الصخور تشكل تلالًا صغيرة في الخلفية.
هذا المشهد الجيولوجي المتميز بالصخور الداكنة يدعم فرضية وجود مواقع تصوير في مناطق ذات طبيعة بركانية، مثل الصحراء السوداء في مصر أو حرة الشام في سوريا.
مشهد بيئة خضراء (كثافة نباتية):
لقطة مقربة تُظهر مقاتل في بيئة خضراء غنية. الكثافة النباتية من الحشائش والأشجار واضحة جدًا، مما يبرز الفرق بينها وبين المشاهد الصحراوية.
تعزز هذه الصورة فكرة وجود بيئات جغرافية متباينة في الفيديو، حيث تُشير بوضوح إلى مناطق ذات مناخ متوسطي أو شبه رطب، مثل سوريا.
مشهد بيئة خضراء (مقاتل يركض):
تُظهر مقاتلاً يركض عبر منطقة عشبية خضراء كثيفة. تظهر صخور كبيرة فاتحة اللون في الخلفية، والألوان الخضراء الساطعة والمُشبعة تُسيطر على المشهد.
تؤكد هذه الصورة البيئة الخضراء التلالية والصخور الفاتحة، مما يزيد من ترجيح موقع التصوير في مناطق مثل شمال غرب سوريا.
مشهد بيئة خضراء (مقاتل يطلق النار):
لقطة مقربة لمقاتل يطلق النار من سلاح RPG في بيئة خضراء مماثلة، حيث العشب الأخضر والصخور الفاتحة هي السمة البارزة.
تُعزز هذه الصورة وجود مشاهد قتالية في البيئة الخضراء، وتؤكد مرة أخرى تباين المواقع الجغرافية في الفيديو.
مبنى مدمر في بيئة خضراء:
تُظهر هذه الصورة بقايا مبنى حجري أو طيني مدمر، جدرانه المتبقية فاتحة اللون، ويقع في منطقة لا تزال خضراء.
وجود المباني المدمرة في هذه البيئة الخضراء يعزز فرضية أن هذا الجزء من الفيديو تم تصويره في منطقة نزاع طويلة الأمد، وهو ما يتوافق بشكل كبير مع سياق الصراع في سوريا.
زي مموه صحراوي:
لقطة مقربة لمقاتل يرتدي زيًا مموهًا بألوان ترابية فاتحة، ويغطي وجهه بوشاح أو قناع أسود، بينما يحمل بندقية آلية.
توضح هذه الصورة نمط الزي المستخدم في البيئات الصحراوية، مما يدعم فكرة تكييف الأزياء مع البيئة، أو تعدد المجموعات/الأوقات.
تدريب صحراوي (سلاح):
تُظهر مقاتلين في تدريب قتالي. البيئة صحراوية، الأرض رملية وحصوية، والخلفية تظهر تلالًا رملية أو صخرية فاتحة.
تُظهر جانباً من الأنشطة التدريبية للمجموعة في البيئة الصحراوية، وهي متوافقة مع أماكن التدريب في الصحاري التي ذكرت سابقًا.
تويوتا هايلوكس مع علم حسم:
لقطة مقربة تُظهر مركبة تويوتا هايلوكس بيضاء، ويظهر بوضوح علم أبيض يحمل شعار حركة "حسم" عليها. تتحرك المركبة في بيئة رملية فاتحة.
هذه الصورة تُعد توثيقًا هامًا للمركبة والشعار، وتؤكد استخدام هذا النوع من السيارات في البيئات الصحراوية، وتُبرز الارتباط المعلن بالحركة.
المركبة ذات التمويه غير التقليدي (من الفيديو):
لقطة مقربة لمركبة (SUV) بلون بني محمر باهت، يبدو أنه طلاء تمويهي غير تقليدي. تظهر المركبة في بيئة ذات غطاء نباتي أخضر متوسط الكثافة.
تُبرز هذه الصورة المركبة ذات التمويه الخاص، وتضعها ضمن سياق البيئة الخضراء، مما يمهد للمقارنة مع صور التمويه السوري.
مركبة مموهة من سوريا (صورة مقارنة):
هذه الصورة المرجعية (من البحث الخارجي) تُظهر سيارة دفع رباعي (SUV) بيضاء الأصل، لكنها مموهة بطبقات من الطين أو الطلاء البني/الأحمر، بنفس الأسلوب الذي شوهد على المركبة في فيديو "حسم". تظهر خلفية بيئية قاحلة.
تُقدم هذه الصورة دليلاً مقارنًا قوياً يربط أسلوب تمويه المركبة في فيديو "حسم" بأساليب التمويه المستخدمة من قبل الفصائل في الصراع السوري، مما يعزز فرضية التصوير في سوريا.
مركبة مموهة أخرى من سوريا (صورة مقارنة):
هذه الصورة المرجعية (من البحث الخارجي) تُظهر مركبة أخرى (ربما شاحنة صغيرة) مموهة بنفس الطريقة بطبقات طين أو طلاء بني/أحمر، في بيئة يبدو أنها قروية أو ريفية.
تُقدم دليلاً إضافيًا على انتشار هذا النمط من التمويه في سوريا، مما يزيد من قوة الفرضية السورية للمشاهد التي تظهر فيها المركبة المموهة في فيديو "حسم".
شعار حركة حسم على العلم:
تُظهر هذه الصورة علمًا أبيض يحمل الشعار الرسمي لحركة "حسم"، وهو تصميم كتابي مميز لكلمة "حسم" باللون الأزرق الفيروزي أو السماوي، مع عبارة "بِسواعدنا نحمي ثورتنا" بخط مشابه.
تؤكد هذه الصورة هوية الجهة التي أصدرت الفيديو وتُبرز اللونين الأبيض والأزرق الفيروزي، مما يسمح بتحليل دلالات الألوان وتشابهها مع شعارات فصائل أخرى في سوريا.
