حماس بعد السابع من أكتوبر هل تتجه لمصير حزب الله ؟

الثلاثاء 7 مايو 2024

حماس بعد السابع من أكتوبر هل تتجه لمصير حزب الله ؟

<?xml encoding="utf-8" ?>

بعد هذه الإتفاق الذي من المنتظر أن توافق عليه إسرائيل, من المؤسف القول أن حماس ستتحول إلى نسخة ثانية من حزب الله في أحسن الأحوال.
ثمن هذه المعركة سيكون كبيرا جدا عليها فهي معركة وإن كانت تحمل أهدافا مشروعة لشعب يناضل لتحرير أرضه إلا إنها حملت مع ذلك الكثير من التطورات التي لم تكن تتوقع حماس أن تصل إليها.
فعندما بدأت حماس هذه المعركة في اليوم السابع من أكتوبر لعام 2023 لم تكن تتوقع أبدا أن إسرائيل بهذا الضعف والخوار لدرجة أن حماس لو إشتدت قليلا في الهجوم ربما لوصلت تل أبيب دون أن يوقفها أحد في ظهور واضح للخوار والرعونة في التأمين الداخلي لإسرائيل وتركيزهم على المناطق الدينية لتحقيق أقصى استفزاز ممكن للمسلمين فيها.
لم تكن حماس تظن أنها ستخرج من هذا الهجوم ربما بأكثر من عشرة أسرى من الإسرائيليين ولكن كما قلنا كان الوضع أسهل بكثير من توقعاتها الأمر الذي أدى الى جمع عدد كبير من الأسرى والعودة بهم بشكل آمن إلى غزة كما صرح بهذا العديد من مسؤولي الحركة بعد السابع من أكتوبر.
لقد حاولت إسرائيل أن تعوض هذا الخوار الداخلي بالهجوم الدامي على غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى لحظة كتابة هذا المقال في السادس من يونيو 2024 ولمدة ثمانية أشهر متوالية قتت فيها حوال 35 ألف من الشعب الفلسطيني الأعزل فقط في محاولة لتأديب كل من تسول له نفسه بالهجوم مرة أخرى على إسرائيل في ظل دعم مستمر من المجتمع الدولي الغربي والعربي للأفعال الإسرائيلية مع بعض من التنديد بقليل من تلك الجرائم على استحياء من أجل استحمار ما يمكن استحماره من الشعوب المطيعة لهذه الدول.
يذكرني ما حدث منذ السابع من أكتوبر بما حدث في لبنان عام 2006 عندما أقامت اسرائيل الحرب الشعواء على حزب الله بعدما اختطفوا جنديا اسرائيليا حتى كادت اسرائيل أن تصل الى بيروت لو أرادت حينها وخسر في هذه المعركة حزب الله خسائر شديدة لم تكن في المعركة فقط بل أن معظم هذه الخسائر جائت بعد هذه المعركة.
فقد كان حزب الله يحظى بدعم شعبي لبناني واسع وعربي أوسع من قبل الشعوب العربية في ظل معاداته الصريحة لإسرائيل ولكنه خسر الدعم الداخلي من الشعب اللبناني الذي ذاق ويلات الحرب وتم استغلال هذه الويلات من قبل الأحزاب والحركات والأطراف المناوئة للتواجد الإيراني في لبنان بشكل ممتاز في التأثير على سمعة الحزب في الداخل اللبناني مما افقده أكثر من 80 بالمائة من الدعم الشعبي.
وفي نفس الإطار تورط الحزب في القتال إلى جانب بشار الأسد ضد الشعب السوري الأعزل مما جعله يفقد الدعم الشعبي العربي الذي كان يحظى به منذ ذلك الحين وتحول حزب الله منذ المعركة الى مجرد حزب يدافع عن بقائه في لبنان وتمسكه بالحكم فيها بغض النظر عن الأهداف الأساسية التي من المفترض أنه أُنشىء من أجلها.
لقد قال حسن نصر الله بعد المعركة أن لو علم أن اختطاف الجندي سيؤدي إلى ما حدث لم يكن ليأمر به ولم يكن ليختطف الجندي الاسرائيلي, لقد كان هذا التصريح بمثابة إعلان للشعب اللبناني بأنني قد أخطأت ولكم الحق في الحكم علي وهو ما قد حدث ولربما لو قُدر لي أن أسأل حسن نصر الله عن هذا التصريح فإنني أتوقع أنه سيتمنى لو لم يصرح به.
إن حماس اليوم وبعد هذه المعركة لن تكون حماس التي كانت قبل المعركة فمن ناحية عسكرية قد خسرت حماس الكثير من قواتها وجنودها ومن ناحية امنية لم تعد غزة كما كانت على الأقل لفترة ليست بالقصيرة في ظل الحاجة الى اعادة الإعمار التي ستكون مشروطة بشروط شديدة من قبل الأنظمة العربية المجاورة بالتنسيق مع إسرائيل.
وشعبيا كما هو متوقع لن يكون حال أهل غزة مختلف عن حال أهل لبنان بعد تلك المعركة بل ربما أشد لأن ما تعرض له الشعب الغزاوي من مجازر خلال هذه المعركة فاق حدود العقل قبل أن يفوق حدود القانون الدولي الذي يُطبق فقط على شعوب العالم الثالث فقط أما الشعوب والحكومات الأخرى من الطبقات الأعلى هي أمم من جنس آري آخر يختلف عن جنس شعوب العالم الثالث.
من المتوقع أن تكون هناك حرب إعلامية شديدة القسوة على حماس بعد تلك المعركة يتبعها المزيد من التضييق عليها من قبل الحكومات العربية حتى قطر التي كانت تسمح بتواجد مكتب سياسي للحركة من المتوقع أن تبدأ في عمليات التضييق والإغلاق ولست أستبعد أن ترتمي حماس في الحضن الإيراني مرغمة خلال الفترة القادمة.
الخلاصة :

حماس التي دخلت هذه المعركة كحركة وحكومة في منطقة غزة لن تكون حماس التي خرجت من هذه المعركة بل إن مصيرها في أحسن الحالات سيكون مصير حزب الله من تبعية كاملة لإحدى الدول التي ستقدم للحركة بعض الدعم و ستركز الحركة فقط على إدارة الداخل الغزاوي إن سمح لها ولا أظن أنه سيسمح لها بذلك بعد تلك المعركة.

حمزة حسن

#إسرائيل #غزة #حماس #حزب_الله #رفح
معركة النقاط: دروس من أفغانستان إلى لبنان وفلسطين
المقال السابق
معركة النقاط: دروس من أفغانستان إلى لبنان وفلسطين
العودة المفاجئة لعلي حسين مهدي: لغز التسريبات وضغوط السياسة الدولية
المقال التالي
العودة المفاجئة لعلي حسين مهدي: لغز التسريبات وضغوط السياسة الدولية

مقالات متشابهة