ملابس المتهمين والإضاءة.. قراءة تحليلية سريعة في مشاهد العملية الأمنية لوزارة الداخلية المصرية

بواسطة  حمزة حسن
الاثنين 21 يوليو 2025
ملابس المتهمين والإضاءة.. قراءة تحليلية سريعة في مشاهد العملية الأمنية لوزارة الداخلية المصرية

لم أرغب في الخوض كثيرا في تحليل المقطع الدعائي الذي نشرته وزارة الداخلية المصرية لتعلن فيه عن نجاحها في القضائ على خلية إرهابية تابعة لحركة حسم, حيث احتوى الفيديو كما نوههت العديد من منصات التحقق على الإنترنت على الكثير من المشاهد التمثيلية والتي كانت منشورة في مسلسل الإختيار الذي حوال فيه الرئيس المصري نشر الرواية الخاصة به للإنقلاب على السلطة الرسمية الشرعية عام 2013.

ومع ذلك ظهرت لي عند التمعّن في تفاصيل الفيديو – بعد تحويله إلى فريمات – بعض التساؤلات التي يصعب تجاهلها ومنها على سبيل المثال :ملابس القتلى، أتربة أحذيتهم، الإضاءة في المشهد وهي عناصر لا تتوافق بسهولة مع الرواية الرسمية المعلنة.


ملابس القتيل: بين الجهوزية والخروج الفعلي


بحسب الرواية الرسمية، فإن العملية تمت فجراً وحدث اشتباك حينها (لم تُذكر مدة الاشتباك)، وأن القتيل المدني في هذه العملية - المهندس مصطفى عفيفي - مات خلال الاشتباكات وهو ذاهب لصلاة الفجر.

لكن من مظهر القتيل - أحمد عبد الرازق - يظهر بوضوح أنه يرتدي بنطالاً جينز مع حذاء مربوط بإحكام، مما يدل على استعداده للخروج أو أنه كان بالخارج أصلاً.

كما أن حذاءه مغطى بالكثير من الأتربة التي تتعارض برأيي مع مكان تواجده، فهو أشبه بحذاء رجل خرج من الصحراء أو من مكان ترابي وعر، أو ربما وصل حديثًا إلى المنزل.


الإضاءة: نهار أم فجر؟


أما الإضاءة في الصورة، أو بمعنى أدق الشمس، فتبدو وكأنها شمس الصباح المتأخر أو النهار، بعكس ما يمكن أن يكون فجراً أو حتى بعد بزوغ الفجر مباشرة (لكنني لن أتوقف كثيرًا عند هذه النقطة، لأن عملية المونتاج واضحة وتغيير الإضاءات كذلك).


تساؤلات حول وضعية القتيل الأول


شكل الملابس وطريقة ارتدائها تثيران تساؤلات بالنسبة لي:
هل كان أحمد عبد الرازق مستعدًا دائمًا للهجوم أو المداهمة، وبالتالي كان ينام مرتديًا ملابس كاملة بما فيها الحذاء؟
أم أن عملية التصفية تمت وهو في طريقه إلى مكان ما؟ وهذا السيناريو يمكن ملاحظته من أتربة الحذاء.


القتيل الثاني: موقع مختلف وشنطة جانبية؟


نفس الشيء يمكن ملاحظته في صورة القتيل الثاني - إيهاب عبد اللطيف - رغم عدم نشر الوزارة صورة كاملة له، حيث كان يرتدي شنطة محمولة على الجانب (كروس).

أيضًا، لن أتوقف كثيرًا عند النقطة الخاصة بالأرضية لكل واحد منهما، لأنه بحسب الرواية حاولوا الهرب، وبالتالي قد يكون أحدهم قُتل في مكان مختلف عن الآخر.
لكن أرضية الصورة التي يظهر فيها إيهاب عبد اللطيف تبدو مألوفة في المدن والمناطق الشعبية في مصر، بينما الأرضية في صورة أحمد عبد الرازق تبدو كغرفة في بيت صحراوي أو منطقة ريفية طينية جافة.


تناقضات واضحة في الرواية الرسمية


بالنسبة لي كل هذه الأمور تثير تساءلات منطقية:
هل كان المتهمون في شقة واحدة كما قالت الداخلية؟
هل العملية وقعت فجراً بالفعل؟
هل تُخفي هذه التفاصيل أن القتلى كانوا في أوضاع مختلفة عن تلك المعلن عنها رسميًا؟


خاتمة: أسئلة بلا إجابات


هذه التفاصيل قد لا تبدو مهمة للبعض، لكنها تكشف عن تناقضات يصعب تجاوزها. إذا كانت العملية قد وقعت فجراً، فلماذا تبدو الإضاءة نهارية؟ وإذا كانت الاشتباكات في شقة حضرية، فلماذا تبدو آثار التراب وكأنها من صحراء بعيدة؟
ما أراه أن المشهد يحتاج إلى إجابات لا يوفرها البيان الرسمي. وربما، قبل أن نكتفي بالروايات الجاهزة، يجب أن نسأل: هل ما نراه أمامنا يعكس ما جرى فعلًا… أم ما يُراد لنا أن نصدقه؟

مقالات أخرى
من مرسي إلى الشرع: حين تتفوق الواقعية الخليجية على الرهان التركي
المقال السابق
من مرسي إلى الشرع: حين تتفوق الواقعية الخليجية على الرهان التركي
"اقتحام قسم شرطة المعصرة": هل كشف الإعلام المصري أكثر مما نفى؟
المقال التالي
"اقتحام قسم شرطة المعصرة": هل كشف الإعلام المصري أكثر مما نفى؟