من المعروف أن الصراع في أفغانستان استمر حوالي عشرين عامًا، وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة لكلا الطرفين. تشير إحصاءات جامعة براون الأمريكية إلى مقتل حوالي 51 ألفًا من مقاتلي طالبان والحركات المتحالفة معها، إضافة إلى نحو 66 ألفًا من أفراد الشرطة الأفغانية وقوات الأمن. وفي المقابل، بلغ عدد قتلى الجيش الأمريكي نحو 2442، مع نحو 4000 مقاول أمريكي متعاون. هذه الأرقام تعكس حجم الخسائر البشرية والتحديات الاستراتيجية الكبيرة التي واجهتها القوات المتحاربة خلال فترة الصراع الطويلة.
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يمثل نهاية هذه العمليات العسكرية ويعكس التعقيدات المرتبطة بالحروب الطويلة والتكاليف البشرية والاقتصادية المترتبة عليها.
في لبنان وفلسطين، أدت النزاعات الأخيرة إلى نزوح المدنيين، مما أثر على الاقتصادات المحلية والبنية التحتية الاجتماعية. على سبيل المثال، غادر آلاف المستوطنين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان منازلهم وأعمالهم ولجأوا إلى داخل إسرائيل بحثًا عن الأمان، وهو ما تسبب بضغط إضافي على الاقتصاد الإسرائيلي من جهة تعطّل مصادر الدخل ومن جهة أخرى أعباء مالية إضافية على الحكومة. كما أدت العمليات العسكرية إلى نزوح أكبر في جنوب إسرائيل، حيث تحولت بعض المستوطنات إلى مناطق شبه خالية، لا يقطنها سوى الجنود والمعدات العسكرية.
من الناحية العسكرية، تكبدت جميع الأطراف خسائر بشرية ومادية. تشير التقارير إلى أن الفصائل المسلحة تكبدت عددًا من الخسائر، بينما أثرت العمليات على القدرة التشغيلية والاقتصادية للجانب الآخر أيضًا. كما أظهرت البيانات أن النزاعات المستمرة تسببت بمشكلات تقنية وميدانية في المعدات العسكرية، مما يؤثر على الكفاءة والقدرة التشغيلية.
يركز هذا المقال على تحليل الوقائع العسكرية والاجتماعية والاقتصادية دون تمجيد أي طرف أو تقديم دعم لأي مجموعة، مع الاعتماد على مصادر مستقلة حيثما أمكن.
مبرمج مصري وسياسي متخصص في التحليل الأمني والاستراتيجي، مهتم بالنشاط الحقوقي ودعم منظمات حقوق الإنسان تقنيا